اخبار عربية وعالميةالأدب و الأدباءالثقافةحصرى لــ"العالم الحر"
الدكتور عبد العزيز الهاشمي يكتب , امرأة القيس
لم يكن امرؤ القيس شبيهاً لقيس
امرأة القيس
لم يكن امرؤ القيس شبيهاً لقيس، رغم أن كليهما من نجد، فامرؤ القيس المسمى: جندح بن حُجر الكندي كان
من رءوس شعراء العرب في الجاهلية، وكان ذا علاقة حُب بامرأة من النساء، ولا غَزَلَ لديه كالذي عند قيس. وقيس بن الملوح العامري الملقب بـ(مجنون ليلى)، كان من رءوس شعراء الغزل أثناء خلافة مروان بن الحكم وابنه عبد الملك الأُمَويين، وكان ذا علاقة حُب عذري جابَ التاريخ، مع ابنة عمه/ ليلى العامرية، التي لم يتزوجها حتى مات هائماً بحبه، وهو أحد القيسَين المتيَّمَين بالحب العذري أيضاً، وقيس الآخر هو قيس بن ذُرَيح، الملقب بـ(مجنون لُبْنى). امرأةُ القيس امرأةٌ ككل النساء، لا تعشق إلا مَن يعشقها، عزيزةُ النفس، عاليتُها، ومن أخطأت من النساء في عشق قيسٍ مِن الناس مِن طرفٍ واحد، فإن ذلك الخطأ يرجع إلى قِصَرِ نظر، أو ربما وُجهةِ نظر، إلا أن الحب مِن طرف واحد لا يكاد يثمر . بيد أن لنا في التاريخ والواقع عبرة، حينما نتأمل القيسَين/ مجنونَ ليلى، ومجنونَ لُبنى، نجدهما عاشقين لمعشوقتَيهما حَدَّ الجنون، ونجد معشوقتَيهما تُحبانهما حَدَّ الثُّمالة، ولكن هؤلاء العشاق يموتون كما تموت البعران، لا ناقةَ لمُذَكرهم، ولا جملَ لأنثاهم، ومثلُهم غيرُهم مِن أرباب السيرة العشقية، وفي المقابل نجد الحب من طرفٍ واحد سواءٌ كان الطرف ذكراً أم أنثى، يؤتي أُكُله، ويثمر يوم الحصاد، بل إن هذا النتاج يأتي أيضاً في حالة انعدام الحب تماماً في بادئ الأمر. امرأة القيس هي المرأة التي ينبغي أن تكون محل احترام ومحط اهتمام؛ لأنها أثمرت لنا الأمَّ، والأختَ، والبنتَ، والزوجةَ، والعمةَ، والخالةَ، والجدةَ، والحفيدة، أما معشوقةُ قيس، فلم تثمر لنا إلا قيساً وليلى، وقيساً ولُبنى، وابنَ زيدون وولادة، وعنترةَ وعبلة، ومؤخراً روميو وجوليت. عبد العزيز الهاشمي